FRISE_DIOR_STARK_PART_02BIS_H

© "تيل جانز" Till Janz

مجموعة "ديور باي ستارك" Dior By Starck

في معرض "صالونيه دل موبيليه" Salone del Mobile لسنة 2023 في ميلانو، تابعت "ديور ميزون" Dior Maison و"فيليب ستارك" Philippe Starck تعاونهما من خلال تقديم مجموعة كاملة من المفروشات الأنيقة الخالدة، بما في ذلك كرسي "موسيو ديور" Monsieur Dior المزوّد بمسند للذراع. تستكشف "ماري أودران" أسرار هذا التحالف الاستثنائي ونشأته.

 / 
00:00
 / 
00:00
في أسبوع معتدل في أواخر أبريل، توافدت الحشود إلى قصر "تشيتيريو" Palazzo Citterio، وهو قصر من القرن الثامن عشر مخبّأ في قلب شارع "بريرا" Via Brera المزدحم في ميلانو، وهو القلب النابض لمعرض "صالونيه دل موبيليه" Salone del Mobile.
بمناسبة هذا الحدث المُلهِم دائماً، كشفت "ديور" Dior عن ابتكارات "فيليب ستارك" الجديدة الحصرية للدار، بما في ذلك "موسيو ديور" Monsieur Dior" الكرسي الرائع المزوّد بمسند للذراع الذي يُعيد إلى الأذهان كرسي "ميداليون" Medallion الأيقوني وتم تصميمه بعد كرسي "ميس ديور" Miss Dior للمهندس المعماري الشهير، والذي طُرح لأول مرة في معرض "صالونيه" Salone السنة الماضية.

مثل دوّامة الخيل الشاعريّة الساحرة، فإنّ السينوغرافيا، المصمَّمة مع مجموعة "ساوند ووك كولّكتيف" Soundwalk1 Collective، سلّطت الضوء على جوهر منحنيات كرسي "ميداليون" Medallion الرمزي من خلال تقنيات الارتفاع في الهواء ودوّامةٍ من الموسيقى والإيقاعات ومقاطع الفيديو التي تمّ ابتكارها خصيصاً لهذا الديكور الذي يتحدّى الجاذبية. عرض يسحر الألباب سمح لنا بأن نستكشف بشكلٍ معمّق مجموعة المفروشات الراقية التي تحمل اسم "ديور باي ستارك" Dior by Starck2.

في مقابلة حصرية مع مجلة "ديور" Dior Magazine، يكشف "فيليب ستارك" عمّا حدث وراء الكواليس في سياق التفويض المُطلق الشامل الذي حصل عليه.
1 الموسيقى من تأليف مجموعة "ساوند ووك كولّكتيف" Soundwalk Collective. أصوات: فاني مولاي وينتر" Fanny Mulay Winter، و"يوكا سنيل" Youka Snell، "و"جوانا ديبرا باسنغر" Joanna Deborah Bussinger، و"لاريسا تسيفي- أنتردوفر" Larissa Tsevi-Unterdörfer، و"دوغلاس بسترمان" Douglas Pisterman، و"فرناندو مورالس" Fernando Morales، و"نوا سلي" Noah Slee، و"سيمون فيرانتيه" Simone Ferrante. لاعبو الآلات الوتريّة: "دايفيس ويست" Davis West، و"لوكاس سانشيز" Lucas Sanchez، و"ماري لانغلامت" Marie Langlamet، و"وولف هاسنغر" Wolf Hassinger. القيادة الموسيقية والتوزيع الموسيقيّ لفرقة الآلات الوترية الرباعية: "زاكارياس فالكنبيرغ" Zacharias Falkenberg. التوزيع الموسيقي الإضافي: "أوريليان ريفيير" Aurélien Rivière.
2ستتوفر مجموعة "ديور باي ستارك" Dior by Starck الجديدة في بعض متاجر "ديور" Dior اعتباراً من العام 2024، وكذلك من خلال الطلبيات الخاصة في جميع متاجر الدار.
_DSC2736

© "أدريان ديران" Adrien Dirand

_DSC2856

© "أدريان ديران" Adrien Dirand

"ماري أودران": ما كان مصدر الإلهام لمبادرة التعاون الثانية مع "ديور" Dior؟

"فيليب ستارك": بعد "ميس ديور" Miss Dior، كان من الطبيعي إضافة فردٍ جديد إلى "العائلة" من خلال "موسيو ديور" Monsieur Dior، هذا الكرسي الجديد غير المسبوق المزوّد بمسند للذراع. بدأنا مع الـ "ميس" Miss، الآنسة "كاثرين" Catherine، أخت "كريستيان ديور" Christian Dior، ثم استمرّ هذا الحوار الإبداعيّ الثاني بطبيعة الحال، مع الأخ، "موسيو ديور" Monsieur Dior، مصمم الأزياء المؤسِّس لدار "ديور" Dior، أصل كل شيء. أدركتُ أنّ الجاذبية كانت القلب النابض لهذا التعاون مع "ديور" Dior، والجاذبية وفق "أينشتاين" Einstein هي الشيء الوحيد الموجود حقاً. إنّها القوة التي تثبّتنا على كوكب الأرض. صُمِّم كرسي "ميس ديور" Miss Dior بلمسات خفيفة من الشاعريّة. يبدو الكرسي كأنّه يتمايل ويتراقص. 
ويبدو كأنّه يحلّق في الهواء. ومن جهة أخرى، كرسي "موسيو ديور" Monsieur Dior ثابت في مكانه، كأنّه تجسيد راسخ للواقع.

"ماري أودران": هذان الابتكاران متوازنان تماماً أيضاً من خلال المفاهيم الأساسية والوجودية...

"فيليب ستارك": اليين واليانغ! تكمن هذه المفارقة الرائعة في جوهر هذه المعادلة: الاستفادة إلى أقصى حدّ من القليل من أجل تقديم المزيد إلى أقصى حدّ. حيث يكون الفارغ أقوى من الملآن. تسمح لي هذه الطريقة باستكشاف شغفي المتزايد بالثقافات الآسيوية، حيث يتمّ وصف الغرض وفق ما "يحيط" به. "ميس ديور" Miss Dior و"موسيو ديور" Monsieur Dior، "كاثرين" Catherine و"كريستيان" Christian، الأخت والأخ، الكرسي والكرسي المزوّد بمسند للذراع، الخفّة التي تترافق مع الجاذبية، قِصّة شخصين في ثنائية متكاملة رائعة.

"ماري أودران": أدّى هذا إلى ابتكار كرسي أكبر حجماً فائق الراحة مزوّد بمسند للذراع، وكأن يجسّد النقاوة التي تترافق مع المزيد من النعومة.

"فيليب ستارك": التصاميم التي أبتكرها تتميّز براحةٍ أولية وجوهرية. 
لو كنت أبتكر المفروشات غير المريحة، لكنت نحّاتاً وليس مهندساً. أنا فخور جداً بأن أعمل في مهنة مثل مهنتي، حيث يتمحور الأمر حول مزج الهندسة الإنسانية والإلهام وعلم الرموز والخصائص الوظيفية. خاصة بالنسبة إلى كرسي مزوّد بمسند للذراع، وهو مكان يسمح لك بالاسترخاء وإطلاق العنان لنفسك، وبأن تنسى جسدك، وتستغرق في الحلم... من خلال الطابع البسيط للتصميم، تكون الراحة هنا حقيقية ومذهلة.

« يعكس كلّ من كرسي "ميس ديور" Miss Dior والكرسي المزوّد بمسند للذراع "موسيو ديور" Monsieur Dior اللذين يُشيدان بـ"كاثرين" و"كريستيان ديور"، الشقيقة والشقيق، حكاية شخصَين في ازدواجيّة مذهلة ومتكاملة، ويُجسّدان مفهوم الخفّة المقرونة مع الجاذبيّة. »

"فيليب ستارك"

"ماري أودران": من خلال هذه المجموعة، ابتكرتَ مجموعة المفروشات الأكثر شمولية لدى "ديور" Dior...

"فيليب ستارك": إنها مجموعة مفروشات راقية، تتعزّز من خلال القطع الصغيرة المفيدة للغاية التي تشبه الأشقاء والشقيقات الصغار، مثل طاولة جانبية، المفيدة دائماً لوضع كتاب أو صينية، والمقاعد، وكلها أنيقة للغاية. ثم هناك الطاولات، التي تجسّد عنصر الأمومة، حيث نتناول الطعام، وتجمعنا كلّنا في أوقات الطعام، مثل الملكة الأم. هناك طاولات مستديرة وبيضاوية... استحضاراً لـ"مادلين" Madeleine، والدة "كريستيان ديور"، التي كانت تعشق البستنة والتي يمكن تخيّلها وهي تنسّق باقة من الزهور على مائدة العشاء.

"ماري أودران": مفهوم الطابع العصريّ الأزليّ يتجسّد في المجموعة الكاملة...

"فيليب ستارك": إلى جانب الشكل البيضاوي الأيقوني لكرسي "ميداليون" Medallion بأسلوب لويس السادس عشر، فإنّ هذه القطع تشكّل ابتكارات عصريّة تدخل في حياتنا المعاصرة. المواد النبيلة هي جوهر كلّ شيء، من الحجر إلى النحاس. لا يوجد شيء مزيّف والتغطية ضئيلة جداً، نحن لا نكذب. أنت تحصل على ما تراه!

"ماري أودران": بالإضافة إلى الألومنيوم الذي تفضّله، تعزّز المواد الأخرى "مجموعة المفروشات الراقية" هذه، مثل النحاس الزهريّ الذي أطلقت عليه اسم "الخيال المحض، والحنان..."

"فيليب ستارك": الألمنيوم هو نقطة البداية التي تنبثق منها كل التصاميم، وهو يُحاكي فكرة الذكاء ونقاوة التكنولوجيا. وهو يجسّد المادة بجوهرها وشكلها الأصلي. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اللون الأسود الداكن، الذي يتخلّل نقشة "توال دو جوي" toile de Jouy على وجه الخصوص، ساحر للغاية: إنه ليس لوناً بل يعكس عدم الوجود، وجوهر الاختفاء. أمّا بالنسبة إلى الأقمشة، فأنا أحبها كلّها، لكن لديّ بعض الأقمشة المفضّلة، ذات طابع أنثويّ أفتخر به، أنا أفضلّ "توال دو جوي" Toile de Jouy باللون الزهريّ الباهت على خلفية بيضاء، بنضارته المعتّقة. إنّ قماش "توال دو جوي" Toile de Jouy باللون البرتقالي الفلوريّ، بطابع "البانك"، يعكس دور الأزياء الراقية التي لا تعرف الملل. أما بالنسبة إلى قماش "بوكليت"، فهو مريح للغاية ويجسّد قوة النعومة عندما يكون الجو بارداً في الخارج. وهو بمثابة الصديق الذي يحتضنك. إنّ الحاشية من نسيج "الشنيل" تعكس الأوهام الصغيرة في حدّ ذاتها، وهي بمثابة عمل طائش صغير يؤدّي إلى الأعمال الطائشة العظيمة في مجال الأزياء الراقية.

"ماري أودران": كيف تصف المسار الإبداعيّ الذي تعتمده؟

"فيليب ستارك": يحدث ذلك في ذاكرتنا الجماعية، ثم يتم تركيب ذلك في الدماغ ويتم إسقاطه في يد الإنسان: من خلال الورقة وقلم الرصاص، ويشكّل هذا نظاماً حِرفياً كاملاً منذ البداية. ثم نلجأ إلى المهندسين الصناعيين، الذين هم أنفسهم من الحرفيين، ويعملون بيقظة شديدة. يعدّل الحِرفيّ الموهوب الأجزاء المختلفة من القالب، باستخدام مبارد صغيرة، يوماً بعد يوم، بدقة لامتناهية، حتى لا تبقى أيّ فراغات أو شوائب بينها. إنها بمثابة خيمياء من المهن يتم فيها الجمع والتنسيق بين الرؤية والذاكرة والإبداع والمهارة الحرفية والعمل اليدوي والهندسة والصناعة وسحر التفاصيل.

_DSC2641 1

© "أدريان ديران" Adrien Dirand

FRISE_DIOR_STARK_PART_02_H

© "تيل جانز" Till Janz

"ماري أودران": ما الذي تجسّده لك شخصية السيد "ديور" Monsieur Dior؟

"فيليب ستارك": نجد لدى "كريستيان ديور" التوازن المثاليّ، القويّ والمرهف، بين الطابع الذكوريّ والأنثويّ. برأيي، هذا هو سرّ ديمومة أعماله وأهميتها. عندما تتصرّف على طبيعتك، وتكون في المكان المناسب، يمكنك تحقيق النجاح الذي يدوم طويلاً. بهذه الطريقة أردت ابتكار كرسيّ متطوّر من الناحية التكنولوجية ومريح وأنيق في الوقت نفسه. كنت أستمدّ الإلهام مجدداً من الرشاقة والرصانة والأسلوب الذي تنساب به التصاميم الراقية. في التصاميم الراقية، من الأشياء الأكثر أهمية هي الطريقة التي تنساب فيها تلك التصاميم: "هي تنساب بكلّ سلاسة". هذه هي المفاهيم التي تجذبني باستمرار.

"ماري أودران": تحدّث السيد "ديور" Monsieur Dior عن "طريقة انسياب التصاميم" خلال مؤتمر في السوربون سنة 1955: "إنّ التحدّث عن الهندسة المعمارية للفستان ليس كلاماً فارغاً. فيتمّ تجميع أجزاء هذا الأخير وكأنّه تصميم هندسيّ وذلك بحسب اتّجاه أقمشته. هذا هو سر التصاميم الراقية، وهو سرّ يعتمد على القاعدة الهندسية الأولى: طاعة الجاذبية. الطريقة التي ينساب بها القماش، والشكل، التوازن الذي يتميّز به الفستان، ينتج عن تلك الانسيابية". ما الذي تعتبره فريداً بشأن هذا المشروع لـ "ديور" Dior؟

"فيليب ستارك": منحتني دار "ديور" Dior تفويضاً مُطلقاً، وهذا نادر جداً في يومنا هذا. والنتيجة هي منتج يمثّل "ديور" Dior تماماً، وفي الوقت نفسه يتميّز بطابعٍ شخصيّ جداً. إنّ استحضار تصميمٍ قديم مرتبط بالتراث لا يمنع الاستقلال التام للروح: لقد عملت بحرّية تامّة. أعتقد أنه عندما تريد ابتكار شيء يُشعرك بالسعادة، فمن الضروري أن يكون كل ممثل سعيداً في كل مرحلة، من الحِرفيّ إلى مندوب المبيعات. إنّ أناقة الحياة وروعتها، أي ذلك الذكاء الارتباطيّ، أمر بالغ الأهمية. وهذا ما كان يحدث منذ بداية تعاوني مع "ديور" Dior.

FRISE_DIOR_STARK_PART_02BIS_H
_DSC2736
_DSC2856
_DSC2641 1
FRISE_DIOR_STARK_PART_02_H