ag154-20210211-142040-m

صور بعدسة "لولا ألفاريز برافو". مجموعة الصور من مركز التصوير الإبداعيّ © CENTER FOR CREATIVE PHOTOGRAPHY، المنظّمة التابعة لجامعة أريزونا.

"فريدا كاهلو": « "فيفا لا فيدا" Viva la Vida! »

كان لـ"فريدا كاهلو"، الأيقونة المشهورة عالميًا، حضور بارز في عرض مجموعة "ديور كروز" DIOR CRUISE لعام 2024 من تصميم "ماريا غراتسيا كيوري". في ما يلي، نسترجع الشهرة السريعة التي اكتسبتها الفنّانة الأكثر إلهاماً، وتحرّراً، وجذريّة في التاريخ. بقلم "بوريس بيرغمان".

نشأت "فريدا كاهلو" في منزل "كاسا أسول"، جنوب مكسيكو سيتي، وهو مكان مشهور بجدرانه الزرقاء الساطعة والذي لا يزال حتى اليوم يُضيء حيّ كويواكان. كانت طفلة ضعيفة، إذ كانت تعرج أثناء المشي نتيجة إصابتها بشلل الأطفال. كانت واحدة من أوائل الفتيات اللواتي تمّ قبولهنّ في المدرسة الإعداديّة الوطنيّة Escuela Nacional Preparatoria (والتي أصبحت الآن "كوليجيو دي سان إلديفونسو" Colegio de San Ildefonso). عرّفها والدها، وهو مُصوّر، إلى عالم الفنون الجميلة، لكنّ الشابة "فريدا" كانت تطمح أن تتخصّص في الطبّ.

في 17 سبتمبر 1925، عندما كانت "فريدا" في الثامنة عشرة من عمرها، انقلبت حياتها رأسًا على عقب. فقد اصطدمت الحافلة المدرسيّة التي كانت تستقلها بعربة ترام، ما أدّى إلى إصابتها بجروح بليغة. أمضت عدة أشهر في المستشفى للخضوع إلى عدّة عمليّات مختلفة. وفي ذلك الحين، أدركت "فريدا" أنّ الرسم سيكون مفتاح بقائها على قيد الحياة. وهكذا، أصبح الفن الدافع الأساسيّ لمواصلة حياتها.

سرعان ما طوّرت أسلوبًا فريدًا. فمن خلال عملها، روت حكايتها الشخصيّة إلى العالم، وأنتجت العديد من الصور الذاتيّة، ولم تخجل أبدًا من جعل نفسها محور التركيز في ابتكاراتها الفنيّة. كما عبّرت من خلال ملابسها عن التزامها الراسخ: فمن خلال مزج الألبسة المكسيكيّة التقليديّة مع البذلات الرجاليّة، ابتكرت قامة سبّاقة فوريّة. وبتشجيع من المصوّرة "تينا مودوتي"، انضمّت إلى الحزب الشيوعي المكسيكي. منذ ذلك الحين، تحوّل فنّها إلى شكل من أشكال النضال مُخصّصًا للأقليات المُضطّهدة، وبخاصّةً النساء.
GettyImages-103323271

"إيفان دميتري / أرشيفات مايكل أوكس / شركة وسائط الإعلام المرئيّة "صور غيتي" © Getty Images  © Ivan Dmitri/Michael Ochs Archives/Getty Images

FRIDA_KHALO_1M30_169_EN copy.mp4.00_01_25_00.Still002
 / 
00:00
FRIDA_KHALO_1M30_169_EN copy.mp4.00_01_25_00.Still002
 / 
00:00

متحف "فريدا كاهلو" © museo frida kahlo

RV-1415295

صور من © Atlas Photo Archive/TopFoto/Roger-Viollet

أصبحت الحرية، سواء في الحب أو في الفن، قضيّتها الأساسية، وموقفها الأساسيّ المناهض للمجتمع الذكوريّ التقليدي. عام 1922، أثناء متابعة دراستها في معهد "كوليجيو دي سان إلديفونسو" Colegio de San Ildefonso، حيث تمّ عرض أزياء "ديور كروز" Dior Cruise لعام 2024، التقت بـ"دييغو ريفيرا"، وهو فنان مشهور بلوحاته الجدارية وكان يكبرها بواحد وعشرين عامًا. فعرضت عليه أعمالها. ووقعا بالحبّ من النظرة الأولى. وعلى الرغم من فارق السن بينهما، إلّا أنّهما تزوّجا وأصبحا ثنائيًا مشهورًا في جميع أنحاء العالم. أقاما لفترة وجيزة في الولايات المتحدة لكنّهما ما لبثا أن عادا إلى المكسيك بسبب اشتياق "فريدا" لموطنها. واجهت خلال حياتها العديد من التحدّيات، بما في ذلك عدم قدرتها على الإنجاب بسبب الحادث الذي تعرّضت له في صغرها، ممّا أدّى إلى توتّر العلاقة بينهما. أثناء رحلتها لاستكشاف هويّتها الخاصّة، سمحت لنفسها بأن تحبّ كما يحلو لها، الرجال والنساء على حد سواء.

لدى عودتهما إلى المكسيك، رحبّا بـ"تروتسكي" الذي كان في المنفى والشاعر الفرنسي "أندريه بروتون"، الذي دعا "فريدا" عام 1939 لإقامة معرض لها في باريس. باعتبارها مُنتقدة للحركة السرياليّة، أظهرت أنّها لا تنتمي إلى أيّ حركة مُعيّنة، وأنّها تضع حرّيّتها فوق كلّ اعتبار. وعلى الرغم من ارتقاء "فريدا" إلى مكانة أيقونة وطنيّة في المكسيك وتكريمها في جميع أنحاء العالم، إلّا أنّ المرض كان يستنزف كامل قواها وصحّتها. حضرت معارض استذكاريّة مُخصّصة لأعمالها وهي طريحة الفراش وكان لا بدّ من حملها على سرير متنقّل. توفيت عام 1954 عن عمر يناهز السابعة والأربعين سنة. في وسط لوحتها الأخيرة برزت عبارة صارخة للثورة: « تحيا الحياة! Viva la Vida » وبالتالي، كانت هذه العبارة التعجبيّة الأخيرة لفنّانة ارتقت بحياتها وانتصرت على المحن من خلال القوة اللامحدودة للفن، والحبّ، والصداقة، وتبعت قلبها دون سواه للابتكار وتجاوز القيود والصعوبات.
ag154-20210211-142040-m
GettyImages-103323271
RV-1415295